للأسف.. الثورة نجحت

     

لن يغفر التاريخ.. جريمة الغباء السياسي التي ارتكبها قلة من جموع الشعب المصري المكلوم..

لقد ثاروا سواء بتحريض.. أو بعفوية بلهاء.. على نظام حافظ بسياسته الديموديكتاتورية على أمن البلاد و مصالحها و مقدرات هذا الوطن.. 

عمل طوال ثلاثون عاما.. على اختيار الاصلح.. لشعب جاهل في غالبيته.. كان مثل الأب الذي يجبر الابن على المذاكرة.. و الابن يكره.. و لكن الأب أدرى.. كان مثل الأم.. التي تضرب ابنتها.. حتى تقومها.. و الابنة تتمرد و لكن الأم أدرى..

ثار الشباب يحلمون بالحرية.. و هذا حقهم.. يحلمون بالعدالة.. و هذا حقهم.. يحلمون بالمال.. و هذا أيضا حقهم.. لقد قادوا الشعب في ملحمة.. لا تقل روعة عن ملحمة سلاح الطيران في حرب 73.. و أصروا على مطالبهم المشروعة.. في تحد صريح للواقع انذاك..

 و لكن.. فوجيء في اخر المراحل بمأزق.. بسبب سوء التخطيط و غياب القائد.. ركب الأخوان.. في سيناريو سبق و أن حذرنا منه السيد الرئيس السابق.. فوجد الثائر نفسه حائرا أمام أمرين كلاهما مر.. و قال الصندوق كلمته.. في ترجمة واضحة للغباء و المراهقة السياسية..

أنا لا ألوم الذين أساءوا الاختيار.. فعلى الأقل شاركوا في العملية الديمقراطية.. أنا ألوم الفاسد.. الفاسد هو الذي لم يشارك.. الفاسد هو السلبي.. الفاسد هو الذي ترك للقلة.. الغلبة..

عار على هذا الجيل الكسول المدلل.. أن يجلب لنا هذا العبث.. نحمد الله أن أم حازم طلعت أمريكية.. و أنقذتنا من العودة إلى عصور الجاهلية.. على يد هذا الجيل الفاسد..

حقا عار على هذا البلد إنتمائكم إليها.. أنتم مرتزقة.. بل قذارة ابتلت بها مصر..

 

كنت سأحترم هذا الرجل لو كان مرشحا من تلقاء نفسه.. و لكنه مرشح من قبل جماعة ستستخدمه كأداة..

ما شعورك يا مرسي و هم يستخدمونك كأداة؟!

عار على هذا الجيل إيصال مثل هذا الشيء إلي كرسي الرئاسة.. بعد أن أوصل أشياء أخرى مخجلة إلى البرلمان.. عار عليكم.. أن تمرمطوا إسم بلادنا في الوحل.. بدلا من أن تصلحوها و تدفعوها إلى الأمام..

مصر التي كانت أم الدنيا.. الآن يمسكها الإرهابيون القتلة.. بسبب الأغلبية الصامتة..

شيء أتى من لا شيء إلى القصر الجمهوري..

ذلك القصر الذي طالما إستضاف كبار رجالات المجتمع.. و علية القوم.. يستضيف الآن المجرمين و القتلة..

ذلك القصر الذي قامت على رعايته أرقى سيدات المجتمع على مر العصور..

وصلت إليه من تجيد فقط تقميع البامية و تفصيص الثوم..

سيدات كانت لهم أعمال خيرية تحكي عنها التاريخ.. ماذا ستفعل الأمم المتحدة مع تلك الولية !! أظن أن عليها أن تبدأ بإرسال طاقم لتعليمها فن الإتيكيت و فن إرتداء الهدوم..

       ( إن مكانوش هما اللي هيلبسونا زيها)!

ماذا ستفعل تلك الولية مع زوجة الرئيس الضيف.. اظنها ستقول لها.. مالك خسة كدة ليه يا حبيبتي هو جوزك ما بيأكلكيش!

ده في النوادي المحترمة بيعملو إنترفيو مع المتقدمين.. أزاى محدش من الاخوان الأذكياء جاتله الفكرة دي مع المتقدمين لرئاسة الجمهورية.. ده في الشرطة بيعملوا كده !!

وفي الاخر يلومون الجيش المصري العظيم و القضاء النزيه.. و يقذفوهم بأقسى الألفاظ بل و ينعتوهم بأبشع الصفات..

و ها هو الجيش و القضاء يثبتون أنهم شرفاء.. و الغريب انهم من النظام البائد الوحش الشرير..

كل الشكر و التقدير للمشير طنطاوي.. و المجلس العسكري.. على تلبية المطالب و تنفيذ رغبة الزعيم و الرئيس السابق محمد حسني السيد مبارك بالرضوخ لمطالب الشباب.. فقد كان مجلسا أمينا..

و لكن ها هو الشباب يلبس نفسه في الحيط.. لأنه جيل غبي..

و أخيراً..

 فليعلم الجميع.. أني لن أصمت.. فزمن السكوت قد ولى.. و اذا كنت في الماضي أقف في أوائل الصفوف المدافعة عن النظام.. فمن اليوم سأكون في أوائل صفوف المعارضة.. حتى تعود مصر إلينا من جديد..

حمى الله مصر من كل شر ..

حمى الله مصر من شر الحروب..

حمى الله مصر من شر أبنائها..

و الآن لا يسعني إلا أن أقول..

بعد انتهاء النظام القديم..

    مبروك..

          أو ربما "للأسف".. الثورة نجحت!

S for Shiko